إلهام مشرف اداري
عدد المساهمات : 392 نقاط : 44664 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 03/09/2012 الموقع : قلب زوجي
| موضوع: كيف نتعامل مع الله إذا ظلمنا إنسان//الجزء الثاني 2012-11-01, 22:49 | |
|
تــــــــــــابع قــصة يقول أحدهم: رأيت رجلاً في السوق مقطوع اليد من الكتف وهو ينادي: من رآني فلا يظلمن أحدًا، من رآني فلا يظلمن أحدًا. تقدمت إليه وقلت له: يا أخي ما قصتك؟ فقال: يا أخي قصتي عجيبة؛ وذلك لأني رأيت يومًا صيادًا، وكان اصطاد لتوه سمكة كبيرة تتحرك فأعجبتني فجأت إليه فقلت أعطني هذه السمكة، فقال لا أعطيك إياها، أنا أبيعها وآخذ بثمنها قوتًا لأولادي، يقول فضربته وأخذتها منه قهرًا وذهبت بها، فبينما أنا أمشي بها وأحملها معي، عضتني السمكة على ابهامي عضةً قوية قبل أن تموت السمكة، فلما جئت بها إلى البيت ألقيت السمكة من يدي، وآلمني ابهامي ألمًا شديدًا حتى أنني لم أنم من شدة الوجع والألم، وتورمت يدي، فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم فقال: يجب أن أقطع ابهامك وإلا تُقطع يدك، فقُطِعَت ابهامي، ثم امتد الألم إلى يدي فلم أهدأ من شدة الألم، فقيل لي اقطع كفك، فقطعته، وانتشر الألم إلى الساعد، وآلمني ألمًا شديدًا، ولم استطع القرار، وجعلت استغيث من شدة الألم، فقيل لي اقطعها من المرفق، الله المستعان. يقول فقطعتها، فتفاجأت أن الألم وصل إلى العضل أشد من الألم الأول، فقيل اقطع يدك من كتفك وإلا سرى إلى جسدك كله، يقول فقطعتها فقال لي بعض الناس: ما سبب أَلَمِك؟ فذكرت له القصة- قصة السمكة - فقال لي: لو كنت رجعت في أول ما أصابك الألم إلى صاحب السمكة واستحللت منه وأرضيته لما قُطعت أعضاؤك عضوًا عضوًا، فاذهب إليه الآن واطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى قلبك فتموت. قال: فلم أزل أبحث عن الصياد صاحب السمكة في البلد كلها، حتى وجدته، فلما وجدته سقطت عند رجليه أُقبلها وأبكي، أُقبلها وأبكي. وقلت له: يا سيدي سألتك بالله أن تعفو عني. فقال لي: ومن أنت؟ قلت له: أنا الذي أخذت السمكة غصبًا. وذكرت له ما جرى لي، وأريته يدي المقطوعة، فبكى حين رآها وقال له: يا أخي أنت في حلم مظلمتي، وقد رق قلبي لمَّا رأيت ما أصابك. فقلت: يا سيدي بالله عليك هل كنت دعوت عليَّ لمَّا أخذتُ منك السمكة؟ قال: نعم لقد دعوت عليك؛ لقد قلت اللهم إن هذا تقوى على ضعفي، اللهم فأرني قدرتك فيه. لا إله إلا الله لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدرًا فالظلمُ عقبـاه إلى النـدمِ تنامُ عينك والمظلوم مستيقظٌ يدعو عليك وعين الله لم تنمِ لا تستهيني أختى بدعوة مظلوم، لا تقولي هؤلاء لا يستحقون مَن يهتم بهم، هؤلاء خدم، هؤلاء موظفون سيئون، هؤلاء طلبة كُسالى. انتبهي؛ هذه دعوة مظلوم ولو كان ظُلمًا يسيرًا، لا تستخفين بدعاءه. ذات مرة دخل رجل عند الوزير، فلسبب ما لطمه الوزير فقال الرجل: تضربني؟! تضربني؟! والله لأرمينك بسهام الليل. سهام الليل مصطلح مشهور سابقًا؛ يُطلق على الدعوة التي يدعوها المظلوم على الظالم في آخر الليل، لأن الثلث الأخير من الليل وقت إستجابة للدعاء، حيث ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا ويقول هل من داعٍ فأستجيب له. فقال الرجل: والله لأرمينك بسهام الليل. فقال له الوزير: اذهب أنت وسهامك. - سبحان الله يستهزئ - فكان هذا الرجل يقوم الليل ويُصلي ويبكي، يُصلي ويبكي ويقول ياارب لطمني، ياارب لطمني، وربه يعلم أنه لطمه ولكنه يشتكي يقول ياارب لطمني. ومرت الأيام ولكن سبحان الله ذات يوم دخل نفس الرجل الذي لطمه دخل المدينة فإذا المفاجأة أن يد الوزير مقطوعة ومعلقة على باب المدينة. ما الذي حدث؟ لقد غَضِبَ الخليفة من الوزير فانقلب عليه وقطع يده وعلقها على الباب نكايةً فيه، طبعًا صاحبنا عَرَفَ اليد الذي صفعته، ينسى الصافع لكن ما ينسى المصفوع. فأين ذهب استهزاؤه بسهام الليل. أتهزأُ بالدعاءُ وتزدريهِ وما تدري مـا صنع الدعاءُ سهامُ الليل نافذةٌ ولكن لهـا أمدٌ وللأمدِ إنقضاءُ الواجب العملى أختى وحبيبتى أنت لست بمعصومة عن الخطأ، وربما قد تكونين ظلمتِ أحدًا في يوم من الأيام، وأنا أعلم أنك تخافين أنه ربما يدعو عليك الآن. الأمر بسيط اذهبي إلى الذي تخشين أنك ظلمتيه وكلميه بأسلوبك الخلوق كلامًا طيبًا، واطلبي منه أن تفتحي معه صفحةً بيضاء جديدة. لا تترفعي عن ذلك؛ لا تقولي أنا أطلب من فلان أن يسامحني!! مستحيل. أنا أطلب من فلانة أن تسامحنى .. من رابع المستحيلات شيطانك هو من يُحرضك على هذا، قاومي هذه الأنفة البشرية واتركيها، لأن هذا المظلوم قد يُسامحك في الدنيا، أما يوم القيامة فلو طلبتي منه العفو بدم قلبك فلن يفعل. قال تعالى: { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } فكيف لا يَفرُ منك أنت؟ يقول الله تعالى فى الحديث القدسى " مَن كانت عنده مظلمةٌ لأخيه مِن عِرضِهِ أو مِن شيء؛ فليتحلله منه اليوم " لاحظي ليس غدًا بل اليوم. لهذا روي عن النبي لمَّا كان في آخر أيام حياته، بالتحديد في مرض موته خرج النبي في المسجد فصعد المنبر وقال: " أيها الناس مَن كنت جلدت له ظهرًا فهذا ظهري فليستقد مني اليوم – أي فليقتص مني اليوم- ومَن كنت شتمت له عِرضًا فهذا عِرضي فليستقد مني اليوم، ومَن كنت أخذت له مالاً فليستقد مني اليوم " قبل ألا يكون هناك دينارٍ ولا درهم مع أنه بأبي هو وأمي حاشاه ما ظلم أحدًا، حاشاه ما ظلم أحدًا. أختى وحبيبتى والله النجاة يوم القيامة أغلى من نظرة الناس إليَّ ومن غروري ومن أنفتي ومن كل شيء. أما أنت أيها المظلوم فمن حقك أن تدعو على مَن ظلمك ولكن ليس هذا هو اختيارك الوحيد للرد على ظُلم مَن ظلمك بل يمكنك أن تفعل أمرين آخرين اختيارين أيضًا لم نذكرهما إلى الآن؛ ما هما؟ ....يتبع.... | |
|
khadidja عضو فعال
عدد المساهمات : 165 نقاط : 44221 السٌّمعَة : 25 تاريخ التسجيل : 11/09/2012 العمر : 32
| موضوع: رد: كيف نتعامل مع الله إذا ظلمنا إنسان//الجزء الثاني 2012-11-01, 23:12 | |
| بارك الله فيك عزيزتي الهام وجزاك الله الفردوس في انتظار الاختياريين بكل شوق | |
|
درة أوراسية المدير
عدد المساهمات : 937 نقاط : 46354 السٌّمعَة : -2 تاريخ التسجيل : 03/09/2012 العمر : 36 الموقع : داري تستر عاري
| موضوع: رد: كيف نتعامل مع الله إذا ظلمنا إنسان//الجزء الثاني 2012-11-04, 10:11 | |
| و الله كما قالت خدوجة
في انتظار الاختيارين الثانين على احر من الجمر
كما اعجبتني فكرة الموضوع المتجزء التي تحمل قليلا من التشويق
بارك الله فيك عزيزتي الهام و جزاك الله على مجهوداتك في رقي المنتدى
الف شكر لك | |
|
إلهام مشرف اداري
عدد المساهمات : 392 نقاط : 44664 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 03/09/2012 الموقع : قلب زوجي
| موضوع: رد: كيف نتعامل مع الله إذا ظلمنا إنسان//الجزء الثاني 2012-11-05, 10:50 | |
| بارك الله فيكما على كرم المتابعة سعيدة جدا بمروركما الطيب حبيبات قلبي خدوجة ودرة تحياتي
| |
|